قصة عاطفية حزينة

_ لاأعلم ماذا سأقول لك ياولدي؟؟!!

صحيح أن الأعمار بيد الله ...لكن..!!

لم يستطع ذلك الشاب أن يخفي ذلك الكم الهائل من الخوف والتوتر في عينيه وهو يقول:

_لكن ماذا؟؟!! أخبرني بالله عليك أيها الطبيب.

تمتم الطبيب بحزن:

الفحوصات التي بين يدي تقول أن المرض قد استشرى في جسدك ووصل إلى أقصى من الخطورة..

_وماذا يعني هذا..؟؟

_هذا يعني أنك لن تعيش أكثر من شهرٍ واحد..لكن الأعمار تبقى بيد الله..وهذه تبقى كلها توقعات

انتفض الشاب بقوة وأظلمت الدنيا أمام عينيه..وشعر بأن هناك شيئاً ما قد اخترق قلبه..

صافح الطبيب بيدٍ باردة كالثلج..

وخرج من العيادة حتى دون أن يمسح الدموع التي انهمرت على وجهه..

أخد يتجول في شوارع المدينة..لايعلم ماذا سيفعل..أو إلى أين سيذهب!!

الكثير من الأفكار أخذت تتصارع في رأسه..

...

إذاً هي خاتمتي!! سأودع الحياة..

سأودع أحلامي..سأودع ورودي التي أسقيها كل مساء..

سأودع عصافيري التي أطعمها كل صباح..!!

آه...

حان موعد الاستسلام..!!

لم يدرِ كم مضى من الوقت وهو يسير..بلا هدى..

صار ينتظر غياب الشمس كل يوم..

ليرجع إلى غرفته يعد الثواني حتى يبزغ فجراً آخر..

وفي يوم من الأيام ، كان ماراً بجوار مكتبة..

وعلى الرغم من التيه الذي هو فيه..

والكم الهائل من الأسى والحزن اللذان اجتاحا نفسه..

لم يدرِ لم تلك الفتاة بائعة الكتب لفتت انتباهه..؟!!

أحس بشعور غريب يسري في قلبه..

دخل إلى المكتبة..واشترى من تلك الفتاة كتاباً..محاولةً منه أن يراها عن قرب..

دفع ثمن الكتاب..وخرج..

شعر بأن الفرحة قد عادت إلى قلبه..

وأصبح كل يوم يذهب إلى المكتبة ..لايفعل شيئاً سوى أن يشتري كتاباً..ورؤية الفتاة..بقلبٍ صامت..

حتى امتلأت خزانته بالكتب دون أن يقرأ منها صفحةً واحدة..

\\

//

\\

//

لاحظت الفتاة _بائعة الكتب_ غياب الشاب..

أخذت تسأل عنه..

حتى اهتدت إلى مكان بيته..

طرقت الباب..

فتحت لها أمه الباب وهي ترتدي ثياباً سوداء والحزن في عينيها..

فهمت الفتاة المشهد..

احتضنتها..

وقالت لها:

لو أنه كان يفتح الكتب التي اشتراها لعلم كم كنت أحبه!!بكل كلمة كتبتها..

لماذا..؟؟!

كل الذين نحبهم لايكونون لنا..!!!